السفارات تسكر أبوابها في المناسبات الكردية‏

احمد ابو جوان

على ما يبدو أن عملية استيراد الثورة التي تأكل أبناءها أصبحت عادة موروثة ومستفحلة لدى البعض من القيادات الكردية وبالأخص لدى قيادة حزب يكيتي الكردي في كردستان سوريا فهؤلاء أصبحوا مدمنين ومن الطراز الثقيل على خلق واقع سياسي كردي مشرذم ومهزوم ومحبط وميؤس وسوداوي عكس لون شعر فؤاد عليكو سكرتير حزب يكيتي الكردي  وما نقوله  ليس شماتة بأحد بل

 كمن يتجرع كأسا من السم أن البعض من هؤلاء لا يدخرون جهدا بل يتبارون في زرع اليأس والإحباط وتشويه الذاكرة الكردية والانحلال الأخلاقي  وكل ذلك في ظل سياسة الاستبداد والقهر والظلم والحرمان والتهجير والهجرة على زوارق الموت التي يمارسها النظام السوري الاتوقراطي بحق أبناء شعبنا الكردي في كردستان سوريا
أن قيادات الحركة الكردية يتحملون قسطا كبيرا من مسؤولية  ما حل بشعبنا الكردي وفي مقدمتهم

 قيادة يكيتي الحالية لان حزب يكيتي الكردي  في مرحلة ما اجبروا النظام على الكف ولو قليلا عن سياساتهم  الشوفينية الرعناء لان حزب يكيتي قام بزج المئات من مناضليه في المواجهة المباشرة مع النظام وبأسلوب ديمقراطي سلمي ابتداء من عملية الملصق النضالية في 5-10-1992 ثم 5-10 -1993 فا 5-10-1994 وما تمخض عن هذه الأعمال النضالية والتي يمكن وصفها ودون مجاملة بأنها كانت مقاومة شرسة بوجه النظام وتعرية للسياسات الان
 للسياسات الانهزامية والانبطاحية والمساومة التي كانت أغلبية أطراف الحركة الكردية تمارسها وترسخها بالذاكرة الكردية من خلال تصدير الفكر الكردي في سوريا والعمل والترويج بأن  القضية الكردية في سورية  لا يمكن حلها إلا بعد حل القضية الكردية في الأجزاء الأخرى  واليوم تبين للشعب الكردي في سوريا زيف قراءاتهم القاصرة  فحزب يكيتي كان مثال يحتذا به وكان اسم يدغدغ مشاعر كل كردي شريف  ويمثلون ضمير ووجدان

 الشعب فحزب يكيتي قدم المئات من المناضلين وقضى العشرات منهم السجن لسنوات في زنزانات نظام البعث الشوفيني والتي تزيد عددها عن عدد الحدائق الموجودة في كردستان سوريا فحزب يكيتي هو من  زرع روح المقاومة وكسر حاجز الخوف الذي كان النظام يعتقد بأنه من المستحيل تجاوزه وكذلك قام يكيتي بتشكيل هيئات قانونية للدفاع عن معتقليها وعن كل المعتقلين الكورد في المحاكم السورية الشكلية السيئة الصيت  وكذلك التكفل برعايتهم
 ورعاية أسرهم وتأليف وطبع كراسات متضمنة مرافعات هؤلاء المعتقلين وتوزيعها ونشرها في داخل الوطن والخارج وكذلك المباشرة بتشكيل منظمات للحزب في الخارج بغية تعريف الرأي العام العالمي بقضية الكورد والقيام بالاحتجاجات أمام السفارات السورية  حتى أصبحت هذه السفارات تسكر أبوابها في المناسبات الكردية في الكثير من الدول الأوربية

 مما ساعد ذلك في تعرية النظام السوري وبيان حقيقة سياساته  الشوفينية تجاه الكورد مما شكل ضغطا لا يستهان بها على النظام إلا انه في 1995 وفي المؤتمر الثاني للحزب قام البعض من الانبطاحيين  بالاستسلام لسياسات النظام وقالوا لسنا نحن فقط اكراداً فحميد درويش وغيره أيضا أكراد فلماذا نحن نسبب لأنفسنا الاعتقال وهم يترنحون في الشوارع وكان هؤلاء يعتقدون بان الحزب أصبح حزبا جماهيريا وجاء وقت الارتزاق وكأن الحزب
  والقضية هي بقرة هولندية حلوبة يجب حلبها ألا أن مجموعة من المخلصين الشرفاء الغيورين على القضية من قيادة يكيتي والقواعد أمثال حسن صالح ومحمد مصطفى ومعروف وعبد الباسط حمو وأبو عباس وآخرين  أبو على أنفسهم ذلك فكان بيان شباط فأصبح الحزب مشلولا حيث 70% من أعضاء الحزب أصبحوا خارج التنظيم وبدءوا يتصلون ببيان شباط إلى أن تم تشكيل قيادة مؤقتة للحزب1997 وكان حتى ذلك الوقت فؤاد عليكو واسماعيل حمي و

 حمي ومحمود عمو وشمس الدين حمو وشرنخي  وآخرين مترددين بين البقاء بالحزب ( حزب الوحدة) وبين الالتحاق ببيان شباط حتى أصبحوا على دراية بأنه لم يعد مصالحهم ماشية وفور مجيء القرار لهم من أسيادهم بدءوا بالرجاء والبكاء وقدموا طلبات الاسترحام لرفاق بيان شباط ويا ليت لم يسترحم بهم آنذاك  ويا ليت لم يوافق على طلبات هؤلاء المدسوسين وبدأ الجميع العمل كخلية نحل في المناقشات واللقاءات في الداخل والخارج  وتمخض عن
 وتمخض عن ذلك المؤتمر الثالث للحزب 8 آذار 2001 وتوج الحزب انطلاقته بعمل نضالي مميز قل نظيره بتاريخ الحراك السياسي بسوريا ألا وهو الاحتجاج والتظاهر أمام ما يسمى البرلمان السوري بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10-12-2002 وللتاريخ كان السيد فؤاد

 وحمي وعمو غير موافقين على ذلك  ولم يحضروا الاحتجاج بل كانوا يتسكعون بشوارع قامشلو التي كانت تأن رافضا أقدامهم التي لا تقل خطورة ورخصا عن أقدام الغزاة  فكان اعتقال المناضلين حسن صالح ومروان عثمان ثم جاء الاحتجاج بمناسبة اليوم العالمي للطفل العالمي بدمشق2003 فكان اعتقال ثمانية مناضلين منهم خمسة رفاق من حزب يكيتي ومنهم  محمد مصطفى وخالد محمد وآخرين وبمشاركة أطراف كردية أخرى  ثم جاء غضب نهر دجلة
 والفرات حيث  الانتفاضة الأبية انتفاضة آذار الباسلة والتي كان لحزب يكيتي دورا لايستهان  به ثم تتالت الممارسات النضالية المستمرة من يكيتي واذادي وتيار المستقبل 5-10-2005 فا 10-12-2005 فمسيرة احتجاج على خلفية اختفاء  ثم تصفية شيخنا الجليل المناضل الخزنوي  5-10-2006 ثم الاحتجاج 10-12-2006 بدوار عنترية بقامشلو والذي كان قبل انعقاد المؤتمر الخامس للحزب بأيام  حيث في ذلك اليوم تم الإعداد لمسرحية قذرة ألف
 قذرة ألفها الأمن السوري وكان بطلها فؤاد وكيلو حيث فيها تعرض فؤاد للكمة يتيمة واحدة على خده فقام فؤاد بتصبيغ مكان الضربة وصورها وكأن القيامة قد قامت حيث البيانات والاتصالات والتصريحات وفعلا نجح فؤاد وأسياده في مسرحيتهم اللعينة تلك وأصبح فؤاد دون نضال  مناضلا بين ليلة وضحاها بل بين ساعة وأخرى وصدق من قال: \ تمخض الجمل فولد فأرا\

 ولا ضيم في تشابه الأسماء وإنما الضيم في تشابه الأفعال (فأر-فؤاد) وجاء انعقاد المؤتمر الخامس للحزب بأواخر 12-2006  والتي فيها وحسب ما وصلني من معلومات جازمة ومؤكدة بأن احد القياديين البارزين في الحزب وجهه تهمة العمالة للمخابرات السورية لفؤاد وكيلو ألا أن من الواضح أن محاولة ذلك القيادي المناضل النزيه والجريء والنوعي قد باءت بالفشل حيث تكالب عليه الكثيرين من الجرو لان وبشهم ( من كلمة وبش يعني زعيم أ
 من كلمة وبش يعني زعيم أربعين منهم) قد تعرض لضربة قاضية ولكن للأسف الشديد لم تصب القذيفة هدفها الحقيقي رغم وضوحها كوضوح القمر في ليال رمضان وان الله ستر القذيفة من الارتداد على راميها من الرسوب بالمؤتمر وبعد ذلك تم انتخاب فؤاد وكيلو سكرتيرا للحزب وبطريقة منافية للنظام الداخلي للحزب والذي ينص بأن سكرتير اللجنة المركزية ينتخب من قبل أعضاء اللجنة المركزية \ اللجنة السياسية والتي ينتخب من قبل

 أعضاء اللجنة المركزية \ اللجنة السياسية والتي ينتخب من قبل المؤتمر- واللجنة التنظيمية والتي ينتخب من قبل المنطقيات\ حيث انتخب قبل استكمال انتخابات اللجنة التنظيمية في دمشق وحلب وديرك حيث كان ذلك كالقشة التي قصمت ظهر البعير وبذلك أصبح دفة قيادة يكيتي بيد الوصائيين الدخيلين فتوالت الانهزامات والترهل والتراجع عن نهج يكيتي وبدأت الانتكاسات التنظيمية نتيجة ممارسة الوصائيين سياسة قمع المخالف

 مترافقا بضغوطات أمنية بحق نفس الرفاق وجعل فؤاد وكيلو حزب يكيتي حزبا لا يختلف عن بقية الأحزاب الكردية وأعاد بالقضية إلى المربع الأول ألخلبي حيث أثبتت الأيام نظرة فؤاد الحقيقية للقضية بأنها قضية أمنية ويستدعي ذلك لقاءات أمنية  لذلك قام بلقاءات تم الإعلان عن بعضها لاحقا  مثل اللقاء مع علي مملوك ثم عاصف شوكت فهشام باختيار فمحمد منصورة  وأخرى سرية سنكشفها لاحقا إضافة لبعض اللقاءات والعلاقات مع
 أفراد  بعضها أخلاقية   .
والأمر الوحيد الذي استفادت منه الحركة من تلك اللقاءات المشبوهة هو الإفراج عن نصرا لدين برخك وسليمان آوسو والحكم المخفف الذي صدر بحق إبراهيم برو علما انه اتهم بالانتماء إلى جمعية سرية لان الفترة التي طلبها فؤاد وإسماعيل حمي ليكون إبراهيم برو غائبا عن الحزب قد مضى  وان لوقت صدور الحكم دلالات فهي كان بمثابة رسالة أوصلها النظام ليكيتي  رغم إلغاء احتجاجهم  المزمع في 12-10-2009

 بدوار هلالية  وان اعتقال المناضل مشعل تمو  جاء في السياق نفسه لكونه كان صاحب كلمة حق وشفافا في طرح القضايا على أبناء شعبه حيث أن فؤاد وكيلو كان يعتبر مشعل من الذين يجب أن يغادروا الساحة السياسية وكان يعتبره من المنافسين اللدودين  له ولأمثاله وأيضا جاء اعتقال مصطفى جمعة ورفاقه بالسياق نفسه لذلك أصبح حال لجنة التنسيق مجرد اسم وكذلك المجلس السياسي المزمع تشكيله  فليدرك فؤاد ومن لف لفه بان جميع الساحا
 الكردية الشريفة ستضيق بهم وبجحافل جيوشهم المستزلمين  المدسوسين كما حصل مع ابنه وعودته الخائبة من كردستان العراق الحبيبة  أما كيف راح وكيف عاد فلها قصة طويلة لا مانع لدينا من روايتها ولكن في الوقت المناسب .
 ومن السخرية أن يصبح الشغل الشاغل لفؤاد محاربة التيار واذادي وشخصيات من منظمة الحزب بأوربا  كما انه لمن السخرية الأكبر هو أن يطلب من البارتي واليسار الكردي واذادي والتيار  وحتى من

 التقدمي عبر وسائط أن يشاركوه في الذهاب إلى دمشق للقاء أسياده المخابرات السورية في محاولة يائسة منه أن يشاركه الآخرين في جرمه الذي لا جرم اكبر منه وبهذا الصدد نشكر كل الأطراف لعدم موافقتهم على فكرة فؤاد اللعينة كما أننا ندعو الإخوة في التيار بالاستمرار في كشف الحقائق كعادتهم المعتادة كما فعلت مؤخرا السياسية الشرسة هرفين آوسي  وكذلك بيان التيار بخصوص الحكم الذي صدر بحق برو  وفي الوقت نفسه نطالب جميع
 أطراف الحركة بوقف كافة قنوات الاتصال مع النظام لحين الإفراج عن كافة المعتقلين الكورد ومعتقلي الرأي كبادرة حسن نية .
وأقول لاسماعيل حمي كفاك شعارات خشابيه وخلبية كتصريحك بأن النظام كان يتخوف من انتفاضة ثانية وكأن حضرته وحزبه قام بالواجب أثناء الانتفاضة الأولى 2004 وبالله عليكم اخجلوا من أنفسكم لأنكم جعلتم من حزب يكيتي المناضل مضحكة بالشارع الكردي إلا إنني واثق تماما بان الخيرين في الحزب :
 سيبدءون بالقريب العاجل بثورة  تصحيح  ثانية كما فعلوها سابقا 1995 ولكنها لتكن جذرية مرفقة برفض طلبات الاسترحام هذه المرة لان بشائر الخير قادمة .

                 

      احمد ابو جوان   
26.10.2009 
[email protected]

Kommentarer

Kommentera inlägget här:

Namn:
Kom ihåg mig?

E-postadress: (publiceras ej)

URL/Bloggadress:

Kommentar:

Trackback
RSS 2.0